«النرويجي للاجئين»: العالم لا يمكنه الصمت أمام الانتهاكات في غزة ولبنان وسوريا

«النرويجي للاجئين»: العالم لا يمكنه الصمت أمام الانتهاكات في غزة ولبنان وسوريا
تداعيات الحرب في غزة

أكد الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغيلاند، بعد زيارته الأخيرة إلى غزة ولبنان وسوريا، أن تأثيرات الحرب المستمرة بين إسرائيل وفلسطين ولبنان تلقي بظلالها الثقيلة على المدنيين في المنطقة بأسرها.

ووفقا لبيان نشره المجلس، الاثنين، وصف إيغيلاند الوضع في غزة بأنه مأساوي، مؤكدا أن القصف الإسرائيلي العنيف لم يقتصر على المناطق العسكرية بل طال أيضًا البنية التحتية المدنية بما فيها المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية التي يحتاج إليها السكان.

وأوضح أنه شهد بنفسه حجم الخراب الذي خلفته هذه الحرب في المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن العنف والدمار لن يحققا أي نتيجة سوى المزيد من المعاناة.

وطالب إيغيلاند بضرورة إنهاء العنف فورًا، من خلال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وعادل، يمكن أن يُنهي هذه الدورة المفرغة من العنف والدمار، ويمنح الأطفال في المنطقة الفرصة للعيش في بيئة آمنة ومستقرة.

معاناة المدنيين في غزة

وأشار إلى أن هذا الهجوم العسكري الذي لا يراعي القوانين الإنسانية الدولية قد تسبب في مقتل وتشريد الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، كما دعا إيغيلاند إلى تطبيق القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات النزاع، معتبرًا أن "الحرب لها قواعد" يجب أن تلتزم بها جميع الأطراف.

النازحون في لبنان وسوريا

أضاف إيغيلاند أن الوضع في لبنان وسوريا كان هو الآخر مأساويًا، حيث التقى بالعديد من الأشخاص الذين فقدوا كل شيء في الأسابيع الأخيرة بسبب النزاع الدائر في لبنان.

أشار إلى أن النازحين في لبنان يعانون من ظروف مروعة داخل ملاجئ مؤقتة، يفتقرون فيها إلى الحد الأدنى من الحماية أو الخصوصية، وأوضح أن درجات الحرارة قد انخفضت بشكل حاد، مما يجعل آلاف العائلات أكثر عرضة للأمراض، خاصة في ظل غياب الخدمات الأساسية.

وأكد إيغيلاند أن الوضع في سوريا لا يقل سوءًا، إذ واجه النازحون من لبنان تحديات إضافية في الوصول إلى مأوى آمن بسبب الحفر الكبيرة في الطرق الناتجة عن القصف الإسرائيلي، وأشار إلى أن سوريا تعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وإنسانية ضخمة، مما يجعل الأوضاع أكثر صعوبة بالنسبة للنازحين الفارين من لبنان.

الاحتياجات الإنسانية

وشدد إيغيلاند على أن الدعم الإنساني المقدم حاليًا للمواطنين الذين فروا من مناطق النزاع إلى لبنان وسوريا لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وأوضح أن الجهود الإنسانية التي تبذلها المنظمات الدولية، بما في ذلك المجلس النرويجي للاجئين، تقتصر على تقديم مساعدات طارئة مثل الطعام والماء والمأوى، إلا أن هذه المساعدات لا تزال غير كافية أمام حجم الكارثة.

وأكد ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل أسرع وأكثر فعالية لتوفير الدعم الكافي، محذرًا من أن بقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وطالب إيغيلاند الدول المانحة بزيادة مساهماتها المالية لضمان تقديم المساعدات الإنسانية بشكل مستدام في المناطق المتضررة.

الضغط الدولي لحماية المدنيين

دعا إيغيلاند إلى ضرورة تكثيف الضغط الدولي على الأطراف المتحاربة في المنطقة، خاصة إسرائيل، لوقف الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في غزة ولبنان، وقال إن هذا الضغط يجب أن يكون جزءًا من الجهود المبذولة لضمان احترام القوانين الإنسانية الدولية وحماية حقوق المدنيين.

وأضاف أن المجتمع الدولي يجب أن يتبنى سياسة واضحة تهدف إلى إنهاء العنف وضمان عودة النازحين إلى منازلهم بأمان، موضحا أن السلام هو الحل الوحيد للأزمة الحالية، مشيرًا إلى أن جميع الأشخاص الذين التقى بهم في مناطق النزاع عبروا عن رغبتهم في شيء واحد فقط هو السلام.

وشدد على ضرورة بذل الجهود الدبلوماسية الفعالة من جميع الأطراف المعنية لوقف القتال وتحقيق تسوية سياسية تضمن حقوق جميع المدنيين في المنطقة.

دعوة للمراقبة المستقلة

وفي ختام تصريحاته، أكد إيغيلاند أن النازحين الذين وصلوا إلى سوريا، ومن بينهم العديد من النساء والأطفال، بحاجة ماسة إلى حماية دولية، وأوضح أنه يجب السماح للمراقبين الدوليين بالوصول إلى المناطق المتضررة لتوثيق المعاملة التي يتلقاها هؤلاء النازحون وضمان حقوقهم.

كما شدد على ضرورة تفعيل جهود دبلوماسية متجددة من جميع الأطراف لإنهاء القتال وضمان حماية المدنيين من المزيد من الانتهاكات، وفي الوقت ذاته، شدد على ضرورة أن يتبنى المجتمع الدولي موقفًا حازمًا لدعم حقوق الإنسان وحمايتها، خاصة في أوقات النزاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية